رجل يذكر هذه القصة الواقعية يقول:كان لى جار بخيل بلغ من الكبر عتيا واشتعل رأسه شيبا ولس له احد لا زوج ولا ولد ولا قريب ولا حبيب يجمع المال ويكنزه وذات يوم تأخر على غير عادته لم يخرج الى دكانه وكان صانعا
للنعال
يقول:فلما صليت العشاء جئت الى بابه الذى كاد يتهاوى لو اتكأت عليه الريح لو وقع يقول:فدفعت الباب ثم أدخلت رجلى اليمنى وقلت:يا فلان يقول ففزع وصرخ وجمع اطرافه فقال:ماذا تريد؟اخرج قلت:جئت أعودك ثلاثة ايام لم تذهب الى دكانك يقول فطردنى شر طردة
يقول:فخرجت ولكنى خشيت أن يكون به شىء فعدت مرة ثانية واذا به قد جمع دنانير الذهب أمامه بريقها يتراقص على ضوء المصباح وبجواره قصعة زيت وهو يخاطب الذهب:يا حبيبى لقد أفنيت عمرى فيك أموت وأتركك لغيرى
لاوالله انى أعرف أن موتى قريب ومرضى خطير ولكنى سأدفنك معى ثم يأخذ الدينار ويضعه فى الزيت
ويبلعه ثم يكح يكاد أن يموت ثم يأخذ نفسا ويرفع دينارا اخر يخاطبه وكأنه حبيب جاء من بعيد ثم يغمسه فى الزيت ويضعه فى فمه
فقلت: و الله لن يأكل مال البخيل الا العيار وسأكون عيارا هذا اليوم فأوصدت عليه الباب وربطته فى سلك ثلاثة ايام حتى اطماننت انه هلك فذهبت اليه وقد تحجر فى فراشه بعد ان ابتلع الذهب فاخبرت الناس فحملوه وغسلوه وهم يتعجبون لثقله يقولون:لس فيه الا الجلد والعظم ما باله ثقيلا وهم لا يعلمون السر الذى أعلمه فدفناه ووضعت
علامة على القبر
فلما انتصف الليل أخذت معى الفأس وأخذت المعول ثم أخذت أحفر القبر و دفعت عنه التراب وانا التفت يمينا و يسارا حتى لا يرانى احد ثم ازحت الحجارة عن اللحد فتبن بياض الكفن فأخذت سكينة وقطعت الكفن جهة البطن
فأ خذ الذهب بعد ان قطعت بطنه يتلألأ على ضوء القمر يقولفمددت يدى لاخذه فاذا هو كالجمر المشتعل
فصرخت وسقطت جلدة يدى
يقول:فردمته بالحجارة وردمت عليه بالتراب و خرجت اصرخ ما رأيت الما مثله وغمست يدى فى الماء البارد
وظللت منذ سنوات احس بهذه اللسعة تأتينى بين فترة و فترة
اعوذ بالله من البخل كما يقول سبحانه
ويل لكل همزة لمزة